عسل النحل وصحة الدماغ
عسل النحل وصحة الدماغ
لقد عرف نحل العسل بفوائده الفعالة في زيادة مناعة الجسم ومقاومات الكثير من الأمراض مثل الانفلونزا وغيرها وفي هذه المدونة سنتحدث عن دور عسل النحل الفعال في صحة الدماغ وأثره عليه..
تعزيز صحة الدماغ والذاكرة بالعسل الخام:
فكرة أن طعامًا مثل العسل الخام غير مكلف ومتاح بسهولة لكل واحد منا يمكن أن يعزز ويحمي أدمغتنا بشكل كبير يصعب على الكثير منا تخيلها لقد تعرضنا لغسيل دماغ للاعتقاد بأن الأدوية أو العلاجات الصيدلانية باهظة الثمن فقط هي التي يمكنها تعزيز الذاكرة أو تقليل القلق أو تحفيز نمو خلايا الدماغ الجديدة والحقيقة هي أن العسل الخام يمكنه فعل هذه الأشياء وهناك كم كبير من الأبحاث العلمية للتحقق من صحة هذه الادعاءات.
في إحدى الدراسات التي شملت نساء بعد انقطاع الطمث أظهر أولئك الذين تناولوا العسل تحسنًا في ذاكرتهم قصيرة الأمد، وهو شيء يمكننا جميعًا استخدامه.
لا يبدو أن العسل يدعم تكوين الخلايا العصبية فحسب، بل إنه يقلل من عدد الخلايا المتدهورة في منطقة الحصين CA1 من الدماغ ويلعب الحُصين دورًا مهمًا في توحيد المعلومات من الذاكرة قصيرة وطويلة المدى إلى التنقل المكاني وهي منطقة من الدماغ معروفة بأنها معرضة بشدة لتلف الجذور الحرة ويعد تلف الجذور الحرة أو “الأكسدة” أحد أسباب مرض الزهايمر والخرف مع كون الحُصين من أولى مناطق الدماغ التي تعاني من التلف ولحسن الحظ فإن العسل الخام قد يحمي الدماغ ضد هذه العملية الداخلية الخطيرة وتناول مكملات قصيرة وطويلة الأمد مع العسل بجرعة 250 مجم / كجم من وزن الجسم يوميًا قللت بشكل كبير من تلف الخلايا (الناجم عن أكسدة الدهون) في أنسجة المخ وفي الوقت نفسه، عزز العسل مستويات مضادات الأكسدة القوية سوبر ديسموتاز superoxide-dismutase (SOD) والجلوتاثيون glutathione مما يشير إلى تأثير وقائي قوي لأنسجة دماغك.
في هذه المرحلة، من المحتمل أنك تتساءل
كيف يفعل العسل الخام هذه الأشياء التي تبدو سحرية في أدمغتنا؟
- Apigenin : هو فلافونويد شائع يتم العثور عليه بشكل متكرر في العسل ولقد تم اقتراح أن Apigenin قد يكون له خصائص وقائية للأعصاب ومحسنة للمرض في عدة أنواع من الاضطرابات العصبية التنكسية ومن المعروف أيضًا أن الأبجينين apigenin يحفز تكوين الخلايا العصبية لدى البالغين التي يقوم عليها التعلم والذاكرة.
- حمض الكافيين Caffeic acid وهو أحد مضادات الأكسدة المهمة الأخرى و نوع من حمض الفينول الموجود في العسل وقد أظهر تأثيرًا وقائيًا للأعصاب على خلايا الدماغ.
- الكاتشين Catechin وهو مادة الفلافونويد التي تساهم في الأنشطة المضادة للأكسدة في العسل، وقد أثبتت العديد من الدراسات مرارًا وتكرارًا آثاره الوقائية على الخلايا العصبية.
- الكيرسيتين Quercetin وهو فلافونويد آخر له نشاط مضاد للأكسدة يوجد عادة في العسل. وقد أظهرت إحدى الدراسات أن الكيرسيتين يمكن أن يمنع تلف الجذور الحرة free radical damage وكذلك موت خلايا الدماغ الناجم عن الجذور الحرة.
يحتوي العسل كذلك على العديد من المركبات الأخرى التي لها تأثيرات مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات ولها تأثير ايجابي على الاعصاب، بينما قد يستغرق الأمر سنوات حتى يدرك العالم أن صحة الدماغ الأفضل تنتظرهم في مخزنهم (العسل) وتشير الدلائل بقوة إلى أنه يجب أن تبدأ اليوم في تناول جرعات صحية من العسل الخام كل يوم إذا كانت أحد أهدافك ذاكرة أفضل وشيخوخة اكثر صحة وتقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
ما هي العناصر الغذائية الرئيسية بالعسل والتي تؤثر في صحة الدماغ؟
في السنوات الأخيرة، وجدت الأبحاث حول فسيولوجيا الدماغ أن تغذية العسل لها دور مهم في تحسين وظائف المخ وأنه يوجد حوالي 14 مليار خلية دماغ بشرية عادة، يزن دماغ الشخص البالغ 2٪ فقط من وزن جسمه، ولكن يتم إرسال ما يقرب من 29٪ من الدم في الجسم إلى الدماغ ويستهلك الدماغ حوالي 20٪ مما يحتاجه. – الدماغ هو عضو “مستهلك للطاقة” جدا هناك عناصر غذائية لتحسين وظائف المخ: السكر، البروتين، فيتامين ب، ج، هـ، الليسيثين والكالسيوم لا يستطيع الجسم تصنيع الأحماض الدهنية.
- سكر (جلوكوز):
إذا لم يتم تناول الجلوكوز، فقد يتسبب ذلك في تلف الدماغ وغالبًا ما يشعر بالخمول والنعاس، حيث يستهلك دماغ البالغين 120 جرامًا من الجلوكوز طوال اليوم، ويحتوي العسل على كميات كبيرة من الجلوكوز حلو المذاق، ويمكن أن يستهلك الفرد العسل حتى 3 مرات في اليوم..
- فيتامين ب، ج، هـ:
يمكنه تحسين مستويات الذكاء وتحسين الذاكرة والقدرة على التركيز وتناول العسل يؤدي إلى ضمان الإمداد الكافي من هذه الفيتامينات، ولكن يمكن أيضًا أن يكون مهدئًا فقد أفادت تقارير أجنبية أن العسل له تأثير مفيد على قصر النظر…
- ليسيثين –
يساعد في تحسين الذاكرة، وجدت التجارب السريرية في الولايات المتحدة أن مرضى الزهايمر الذين استمروا في تناول العسل يمكنهم استعادة الذاكرة بسرعة.
- الكالسيوم –
يمكن أن يحسن الذاكرة والتركيز والعسل غني بالكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور والمعادن الأخرى التي لها العديد من الفوائد الغذائية للدماغ.
- الليبيز
يحسن الذاكرة والقدرة على التعلم يحتوي العسل أيضًا على تركيبة من الأحماض الدهنية وهي مفيدة جدا في تحسين القدرة التعليمية في الدماغ…
- أسيتيل كولين –
هذه المادة مهمة في نقل معلومات الذاكرة بين خلايا الدماغ وهي الناقل العصبي، فعندما يكون محتواها مرتفعًا في الدماغ والذاكرة ويكون توصيل عصب الدماغ قويًا يكون نقل المعلومات سريعا بين الأعصاب القحفية، وتتحسن الذاكرة، وتؤدي وظائف مختلفة تحسن الدماغ أيضًا.
على العكس من ذلك، إذا انخفض محتوى الأسيتيل كولين في الدماغ، تضعف وظيفة التوصيل العصبي في منطقة الذاكرة، وسرعة نقل المعلومات بين الأعصاب والأعصاب القحفية بطيئة مما يؤدي إلى تناقص عمل الدماغ البشري، ويحدث اختلالات مختلفة في الدماغ ولاحظ الأطباء الأمريكيون انخفاضًا في الأستيل كولين في الدماغ (30٪ مقارنة مع كبار السن العاديين عندما كانوا صغارًا، كما أن المرضى المسنين المصابين بالزهايمر ينخفضون إلى (70٪ -80٪)، والسماح لكبار السن بتناول الأطعمة الغنية بالكولين، ووجدوا أن هناك دور واضح في منع فقدان الذاكرة…
أظهر بحث أجراه علماء في بريطانيا وكندا أيضًا أنه طالما يتم توفير ما يكفي من الكولين بطريقة مضبوطة، يمكن تجنب فقدان الذاكرة في الستينيات وما إلى ذلك. لذلك، للحفاظ على محتوى الأستيل كولين في الدماغ وتحسينه، فإن ذلك يعني حل الشكل الأساسي لفقدان الذاكرة.
وبالنسبة للعسل فإنه يحتوي على مادة الأسيتيل كولين فلا يمكن بالضرورة أن يمتصه الجسم ويستخدمه من خلال تخليق الخلايا العصبية مباشرة ويحتوي العسل على كمية كبيرة من مادة الكولين في الجسم من التفاعلات الكيميائية الحيوية ويمكن أن يكون تخليق الأسيتيل كولين نشطًا من الناحية الفسيولوجية. لذلك غالبًا ما يؤدي تناول العسل إلى زيادة محتوى الأسيتيل كولين في الدماغ وبالتالي تعزيز تنشيط التوصيل العصبي وتحسين سرعة نقل المعلومات وتحسين قوة الدماغ والذاكرة، وتحسين وظائف المخ بشكل عام..
ختاماً:
لقد قال الله في كتابه الكريم (يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ) فلا عجب أن يكون للعسل كل هذا التأثير على أجسادنا وصحتها..