جمع وإنضاج وتخزين الرحيق
ها هي النحلة تعود محملة بالرحيق لتصنع منه عسلا لذيذا فيه شفاء للناس بعد رحلة طويله في جمعه وأخذه إلى الخلية.. ولكن ما هو الرحيق؟ وكيف تجمعه النحلة وتخزنه وتنضجه ليصبح عسلا رائعا في صورته الأخيرة..
تخبركم نشرة نحال بذلك..
ما هو الرحيق؟
هو محلول سكري ينتج بواسطة النبات ويكون موقعه داخل الأزهار وهو معروض للنحل والحشرات الأخرى لجذبها بهدف إتمام التلقيح الخلطي ويتكون الرحيق غالبا من السكر والماء.
إن سلوك النحل أثناء زيارة الزهرة يتوقف على الجو وما اذا كان النحل السارح لغرض جمع حبوب اللقاح فقط او الرحيق فقط أو كلاهما معًا، ويختلف أيضا حسب نوع وحجم الزهرة فالنحلة السارحة لغرض جمع الرحيق فقط تكون أرجلها الخلفية أثناء الطيران منفصلة ومعلقة على جانبي البطن هذا في حالة إذا كان حجم الزهرة يسمح بأن تحط النحلة داخل الزهرة أما إذا كانت صغيرة مثل زهرة البرسيم فهي تحط على جزء من النبات يمكن أن يتحملها، وعندما تحط تدفع خرطومها للأمام وتقوم بغرسه في جزء الزهرة حيث يوجد الرحيق، ويصل متوسط حمولة الرحيق أثناء موسم العسل إلى 40 ملجم.
بعد ذلك تدخل النحلات المحملة بالرحيق إلى الخلية وتتحرك مباشرة إلى الشغالات الأخرى على القرص وإذا كان موسم الرحيق ضعيفا فإنها تسير حيث تلتقي بنحلة حاضنه فتعطيها جزءًا من حمولتها.
أحياناً تعطي النحلة السارحة المحملة بالرحيق حمولتها بالكامل لنحلة حاضنه ولكن غالبا ما توزعها على ثلاثة أو أكثر، أما عندما يكون موسم الرحيق وافر فإن النحلة جامعة الرحيق تشكل رقصه لها معان في الاتصالات وفى فترات غير عادية تعرض النحلات الراقصة أثناء مرورها رحيقها على الشغالات الأخرى القريبة منها (المجاورة) للتذوق ولكن سريعاً ما تقابل نحلة حاضنة فتعطيها جزء كبير من حمولتها وعندما يقترب كل منهم للآخر فإن النحلة السارحة تفتح فتحة الفكوك دافعه قطرة من الرحيق إلى الخارج على السطح العلوي على القطاع الأمامي من خرطومها ويلف الجزء الخلفي تحت الذقن وبناء على ذلك فإن النحلة الحاضنة القريبة والتي تكون غير محملة فهي تمد خرطومها للخارج لكامل طوله وترشف الرحيق من بين فكوك النحلة السارحة بينما ينتقل الرحيق بهذا الأسلوب فإن قرون استشعار النحلتين يكونا في حركة مستمرة وقرون استشعار احدى النحلتين تخبطها على قرون استشعار الأخرى وفي نفس الوقت النحلة الحاضنة ربما تشاهد وهي تهز النحلة الحقلية من الأمام مما يحفزها على تفريغ حمولتها (سلوكياً) وبعد تفريغ حمولتها فإن جامعة الرحيق أحيانا تترك الخلية في الحال وتعود إلى الحقل ولكن عادة تمر فترة كافية لتحصل على كمية قليلة من الغذاء على أي حال فإن رحيلها يكون في الحال وتمسح بخرطومها جبهتها وتحك عينيها وغالبا تنظف قرون استشعارها ثم تتجه إلى الحقل.
تخزين وإنضاج الرحيق
هناك عمليتان هاماتان في تصنيع العسل لغرض التغيير الفيزيائي وذلك بخفض نسبة الماء والتغيير الكيميائي للسكر الثنائي بتحويله الى سكريات احادية.
حيث يصبح العسل بعدها ناضجا ويخزن في العيون السداسية ويغطى بغطاء من شمع النحل وتكون محتويات السكر في الرحيق متنوعة بتنوع مصادر الرحيق وبالرجوع إلى تأثير إنزيم الانفرتاز فإن السكر يتغير في الخلية إلى نوعين سكر إلى جلوكوز وفركتوز.
عندما تتلقى النحلة الحاضنة حمولة نحلة الحقل عادة تأخذ شكل معين ويكون وضع الجسم ممتدًا بشكل عمودي مع الرأس وفي لحظة تبدأ المرور بسلسلة العمليات التي تحفزها ابتداء بالفم في وضع الراحة تفتح الفكوك على اتساعها وتحرك الخرطوم للأمام وأسفل في نفس الوقت.
القطعة الأمامية للخرطوم تخرج قطيرة صغيرة من الرحيق تظهر خارجا على التجويف الأمامي للفم، يرفع الخرطوم ويعود في وضع الراحة ثانية ولكنه يمتد ثانية ويرفع ثانية كما كان من قبل في كل دفعه من الجزء الأمامي للخرطوم وتدفع إلى مسافة أبعد ولكن تعود ثانيه في وضع الراحة بالتتابع في كل امتداد للخرطوم تتزايد كمية الرحيق التي تظهر على فتحة الفم عندما يرفع الخرطوم إلى أعلى ويعاد في الوقت الثاني في بداية قطرة الرحيق.
عادة ترى زيادة في هذه القطيرة في الحجم كل مرة يزداد امتداد وارتفاع الخرطوم من ثم تعيد النحلة القطرة إلى داخل جسمها.
تقضي النحلة الحاضنة من 5 – 10 ثانية لتنهي سلسلة الأنشطة على الوجه الصحيح وتكرر هذه العملية حوالي 20 دقيقة ثم تبدأ بالبحث عن عين سداسية وتزحف على البطن وفي هذا الوضع تكون النحلة حاملة عسل غير ناضج، وبعد انهاء هذا الجزء من عملية الانضاج تبحث النحلة عن العين السداسية وتدخل حتى تلامس فكوكها الزاوية العليا للعين ويدفع الرحيق خارجًا على السطح الظهري للخرطوم الملتف بين الفكوك ومن ثم تستخدم أجزاء الفم كفرشاة وتدير رأسها من جانب لآخر وتدهن العسل الغير ناضج على الجدار العلوي للعين السداسية حتى يجري إلى أسفل ويغطي النطاق الضيق للعين السداسية ولكن عندما تكون العين السداسية محتوية عسلًا فهي تغمس فكوكها فيه وتضيف قطرتها مباشرة بدون عملية الدهان وعندما يكون الرحيق قوامة خفيفًا جدًا لا تضعه النحلة الحاضنة ولكن تمرره بعمليات الإنضاج في نفس الوقت وبدلاً من وضع الحمولة كلها في عين واحدة تضع النحلة الحاضنة الحمولة قطرات صغيرة على سطح كل عين حيث تعرض القطرة العليا لأقصى تبخير.
إن الوجهة الهامة في عمليات إنضاج العسل هو تحليل السكر وقد يسهل الإنضاج أيضا بواسطة هذه العملية وبالرغم من أنه قد وجد أن العملية تبدأ عندما يكون الرحيق قد جمع وحمل إلى الخلية يعطي فرصه لإضافة إنزيم الإنفرتاز بنسبة أكبر بواسطة النحل قبل معالجة الرحيق ووضعه في القرص، وتأخذ فترة تغير الرحيق إلى عسل تدريجيا على مدى ساعات عديدة ويعتقد أن الفترة تقصر أول جمع المحلول السكري بواسطة جامعات الرحيق وحتى وضعه داخل القرص وبعد ذلك يسمى عسل غير ناضج وحتى يتم إنضاج العسل الغير ناضج بالتركيز.
ويسجلpark (1933) أن الرحيق يحتوي على 45٪ سكر عندما يحضر إلى الخلية ويحتوي على 60٪ سكر عند أول وضعة في القرص كعسل غير ناضج وبعد وضعة في العين السداسية بثلاثين دقيقة تبدأ مباشرة عملية التبخير ولذلك يعتقد أن 15٪ من الزيادة في نسبة السكر نتيجة لنشاط النحل في معالجة الرحيق بأجزاء الفم قبل وضعه في القرص ونسبة التبخير تتناسب طرديا مع درجة الحرارة وعكسيا مع الرطوبة والحركة الكاملة للهواء داخل الخلية تزيد من سرعة التبخير ولكن تتناقص عندما تقترب الرطوبة من نقطة التشبع.
هذا يفسر مدى احتياج الخلية إلى تغير الهواء باستمرار داخلها عن الجو الخارجي، وقد وجد Jassup (1924) أن الرطوبة داخل الخلية تصل إلى مداها الأصغر 20٪ أما العظمى فتصل إلى 80٪ وكانت الصغرى المسجلة 30٪ والعظمى 65٪ في يوم واحد وفي عش الحضنة كانت 25٪ – 35٪.