تعالوا نلعب لعبة خفيفة🥳 (طلّع النحال الي بداخلك)

العب الآن

لكل نتيجة مبهرة بداية خامرها الكثير من التعب والجهد والدقة في العمل ..
وللرحيق الذي تنتجه النحلة قصة تبدأ بمرحلة وتنتهي بأخرى ..وفي هذه المدونة سوف نذهب مع النحلة في رحلتها التي تنتهي بانتاج الرحيق ..

ماهو الرحيق ؟

جاء في معجم المحيط إن الرحيق : ضَرْبٌ من الإفرازات المأخوذةِ من عُصارة الأزهار؛ يمتصُّ النَّحلُ رَحيقَ الأزهار والرحيق من الناحية النباتية هو إفراز الغدد الرحيقية والأنسجة النباتية، سواء من الغدد الرحيقية الزهرية في الكأس الزهرية، كما في اليانسون والزعتر مثلاً، أم من غدد رحيقية على الأوراق كما في الكرز والقطن وللتوضيح نتعرف على ماهية الطل العسلي والندوة العسلية :

الطل العسلي :

مادة سكرية تنتج من بعض النباتات الحيّة التي توجد طبيعياً فيها، أو تنتج من جروح في أنسجة النبات أحدثتها الحشرات أو غيرها، و هي عبارة عن ” عصير ” مفرزة من بعض النباتات أو الأشجار مثل الصنوبر والبلوط … إلخ خصوصاً في الربيع خلال الأيام الحارة وهذا النوع من الإفرازات يأتي من النباتات بخاصية فيزيولوجية عادية أما الندوة العسلية فتعني الإفرازات التي تأتي على سطح الجذع بفضل حشرات خاصة تسمى ” الأرقات ” التي تقرص الأوراق بطريقة “البعوض ” في بحثها عن الغذاء وهذا العصير المستحصل عليه من طرف الحشرات غني بالكربوهيدرات و المعادن وكذلك يجذب النحل مثل ( افرازات حشرة الدوباس وحشرة المن ) وتحتوي هذه الندوة على مكونات الرحيق نفسها .

ماهي مكونات رحيق الأزهار ؟

بشكل عام وفى المتوسط يحتوي رحيق الأزهار على حوالي 60% ماء و35% سكر قصب sucrose وبعض السكريات الأخرى ويختلف المحتوى المائي في الرحيق اختلافاً كبيراً باختلاف النبات فمثلاً رحيق أزهار الكمثرى pear يحتوى على كمية قليلة من السكريات حوالي 15% لذلك نجد إن النحل قليل الانجذاب إليها وعلى العكس من ذلك توجد الكثير من النباتات يحتوى رحيقها على 40-50% سكر, ولذلك تكون جذابة جداً لنحل العسل.
وعلى هذا الأساس فإن الرحيق زيادة على الماء الذي يحتويه فإنه يحتوى في معظمه على السكر وأيضًا على كميات صغيرة من مواد أخرى تكسبه النكهة الخاصة التي تدل على المصدر الذي أتى منه العسل وتشتمل هذه المواد على الأحماض العضوية والزيوت الطيارة والسكريات العديدة والبروتينات والإنزيمات والألكالويدات .

والثلاث سكريات الأساسية في الرحيق هي السكروز والفركتوز والجلوكوز, أما السكريات الموجودة بنسب قليلة فهي (المالتوز والرافينوز والميليبيوز والتريهالوز و الميليزيتوز)
وتختلف سلالات النوع النباتي الواحد في تركيز السكر في رحيق أزهارها, حتى أن الزهرة الواحدة قد تتذبذب نسب السكر في رحيقها كنتيجة لتعرضها للرياح والأمطار والتغيرات في درجة الحرارة والرطوبة النسبية, لذلك فإن جاذبية أزهار نوع معين من النباتات قد تختلف تبعاً لاختلاف الوقت في اليوم الواحد وكذلك تبعاً للأطوار المختلفة التزهير وكذلك تبعاً لعمر الزهرة والرحيق الذي يجمعه نحل العسل ينقص تركيز السكر فيه بمقدار 1% عندما تكون الشغالات في طريقها للخلية وتفسير ذلك أن الشغالة تقوم بتخفيف الرحيق باللعاب ويظهر تأثير التخفيف كلما زاد تركيز السكر في الرحيق.

و يُنتج الرحيق من خلال الغدد الرحيقية / أنسجة إفراز الرحيق وهي الجزء المسؤول عن إنتاج الرحيق في الزهرة ، وقد توجد في عدة أجزاء من الزهرة بما فيها التخت والبتلات والسبلات وقواعد خيوط الأسدية وعضو التأنيث بالزهرة (المتاع), أو غدد رحيقية إضافية على الأوراق كما في الكرز والقطن.
والغدد الرحيقية غدد إفرازية لها خصائصها وذات ميتابوليزم نشط حيث تقوم الغدد الرحيقية بعمليـة فسيولوجية معقدة لإنتاج الرحيق وذلك بالمواد التى تتزود بها من عصارة اللحاء, ويتأثر إفراز الرحيق بنضج الميسم والأسدية , كما يتأثر أيضًا وغالباً بعمر الزهرة وعادة ما يكون الإفراز غزير في اليوم الأول أو الأيام القليلة الأولى من عمر الزهرة, وفترة إفراز الرحيق في بعض الأنواع محدودة جداً.

ودرجة الحرارة المبدئية لإفراز الرحيق تعد ضرورية كما أن درجة الحرارة الأعلى التي تسبب توقف إفراز الرحيق أيضاً تختلف في الأنواع المختلفة وتساعد في تحديد الأماكن التي تزرع فيها المحاصيل المختلفة بصورة تجارية.
وبصرف النظر عن درجة الحرارة فإن إفراز الرحيق يكون غزيراً فى الأيام المشمسة عن الأيام الغائمة حيث يعكس ذلك حقيقة تنص على أن الرحيق عبارة عن نواتج للتمثيل الضوئي التي تتأثر بضوء الشمس كما أن نسبة الرطوبة في التربة والضغط الجوى وحجم الغدة الرحيقية ووضع الزهرة على النبات قد تؤثر أيضاً في كمية الرحيق المفروز .

بعد معرفة هذه التفاصيل المثرية عن الرحيق هل أخذكم الحماس لمعرفة كيف تجمع النحلة الرحيق ؟

بعض الشغالات تجمع الرحيق فقط ، وبعضها يجمع حبوب اللقاح فقط، وبعضها الآخر يجمع الاثنين معًا
ويخرج في الصباح نحل الاستطلاع الأكبر عمراً التي تكون نسبتها 5-20 % في الخلية تبحث عن الزهور مستدلةً عليها بشكلها ورائحتها، وتجمع منها الرحيق بواسطة خرطومها الماص, فهي تسرح لمسافات تصل إلى 10 كم عند عدم وجود لمصادر الغذاء و2-3 كم حين توفره لتعود حاملة معها الغذاء ومصدره بالتحديد للاستدلال عليه .

وبناءً على هذه المعلومات يكيف نحل العسل نفسه على أوقات الخروج خلال اليوم الذي يتم فيه إنتاج الرحيق, أما فيما يخص نوع نباتي معين وعند اقتراب الميعاد اليومي الذي يتوفر فيه الرحيق فان النحل يحتشد قرب مدخل الخلية استعداداً للقيام بزيارة الأزهار .
الشغالة السارحة الجامعة للرحيق فقط تجعل رجلاها الخلفيتان بعيدة عن بعضهما وتكون معلقتين في استرخاء على جانبي البطن, وإذا كان حجم الزهرة يسمح بالوقوف عليها فإن النحلة تحط داخل الزهرة, ولكن إذا كانت الزهرة صغيرة الحجم مثل زهرة البرسيم الحلو فإن النحلة تحط على أي جزء قريب منها يمكنها الوقوف عليه.

ويسترشد النحل بالرسائل التي يتركها زوار الأزهار السابقون لتكون بمثابة معلومات لمن يأتي بعدهم , يوجد كثير من النحل السارح على الطريق في منطقة جني الرحيق وتحتاج بعض الأزهار إلى وقت لملأ خزان الرحيق الذي أصبح فارغاً ونحلة السروح التي تأخذ آخر نقطة رحيق تضع علامة على الزهرة تحمل إشارة كيميائية وكأنها تريد أن تقول “فارغ” وهذه الإشارة الكيميائية تذبل بذات السرعة التي تملأ فيها الزهرة مستودع الرحيق , وقد وجد أن زيارة النحلة أو أي حشرة تجمع الرحيق للزهرة قد تزيد من إفراز الرحيق, حيث وجد أن الأزهار التي أزيل منها الرحيق 3 مرات في اليوم أنتجت سكراً أكثر من الأزهار التي أزيل منها الرحيق مرة واحدة في اليوم.

وبسبب صعوبة متابعة أو تعقب النحلة خلال رحلتها الكاملة لذلك لا تتوفر نتائج دقيقة عن عدد الأزهار التي تزورها من أجل حمولة رحيق واحدة, ولكن حساب ذلك تم بناءً على نتائج غير كاملة بينت أنه لتجميع حمولة واحدة من رحيق الأزهار فإنه ينبغي زيارة مئات من الأزهار كما في حالة البرسيم الحلو, أما في الأنواع النباتية التي تجمع فيها النحلة حمولة الرحيق من اٌقل من 100 زهرة فإن رحيقها يكون عالي الجاذبية للنحل كما يتم فيها تأمين الحصول على حمولات كبيرة في وقت قصير نسبياً, ويعتمد حجم حمولة الرحيق على مدى غزارة أو ندرة وجود الرحيق ونوعه ويقدر ان النحل يحتاج لجمع (1 كغم ) من العسل يجب عليه القيام بحوالي (120-150) ألف رحلة يزور فيها حوالي عشرة ملايين زهرة !
ومع عدم توفر الرحيق الطبيعي فالنحل يقوم بامتصاص العصارة الحلوة من بعض أنواع ثمار الفاكهة زائدة النضج أو الثمار المجروحة وقد يجمع النحـل أيضاً عسل الندوة honeydew التي تقوم بإفرازها بعض الحشرات مثل المن وبعض الحشرات القشرية, أما وجود منحل بالقرب من مصانع السكر والحلويات فإنه يجمع بعضاً منها خاصة عن انتهاء الموسم الرحيقي في منطقة المنحل .

كيف تنقل النحلة الرحيق إلى الخلية ؟

ووجد أن أكبر حمولات للرحيق تزن في المتوسط حوالي 70 ملغ أى تزن 85% من وزن النحلة نفسها وهو 90 ملغ أما في حالة النحل الايطالي فقد وجد أن وزن الحمولة الكبيرة تكون حوالي 82 ملغ, أما متوسط وزن حمولة الرحيق خلال موسم الفيض فهو حوالي 40 ملغم،ويتبع النحل كما نعلم أسلوب التعاون في العمل فتدخل الشغاله المحملة بالرحيق إلى الخلية وتتحرك إلى مكان بين الشغالات الأخريات على القرص, فإذا كان فيض الرحيق قليلاً فإنها تمشى حتى تقابل شغالة منزلية وتعطيها جزءاً من حمولتها, وأحياناً تعطى حمولتها بالكامل إلى شغالة منزلية واحدة وأحياناً توزع حمولتها على ثلاث شغالات منزلية أو أكثر أما إذا كان فيض الرحيق غزيراً فإن الشغالة المحملة بالرحيق عادة ما تؤدى الرقصة الخاصة بتوصيل المعلومات عن مصدر الرحيق, وعلى فترات غير منتظمة توقف الشغالة الرقص وتقدم عينات من الرحيق إلى الشغالات الحقلية القريبة منها لتعرفها بمذاقه و رائحته,

ولكنها بعد ذلك تقابل شغالة منزلية حيث تعطيها الجزء الكبير من حمولتها , وبافتراض أن الشغالة المنزلية المقتربة منها غير محملة بكامل طاقتها بالرحيق فإنها تمد خرطومها بطوله الكامل وترشف الرحيق من بين الفكوك العليا للشغالة السارحة, وبينما يتم انتقال الرحيق بهذه الطريقة فان قرون استشعار كلتا الشغالتين تكون في حركة مستمرة, ويصطك أحد زوج قرني الاستشعار لنحلة بالأخرى بشكل مستمر, وفى الوقت نفسه فإن الشغالة المنزلية قد تشاهد وهى تدق على خدود الشغالة الحقلية برسغ أرجلها الأمامية, وهذا قد يكون منبهاً لتفريغ الحمولة وبعد أن تتخلص الشغالة الحقلية من حمولتها من الرحيق فإنها أحياناً تغادر الخلية إلى الحقل في الحال, ولكنها في الغالب تتوقف لوقت ما بما فيه الكفاية لتناول جزء صغير من الغذاء.

فسبحان الذي ألهمها أن تسلك الدروب وتمتص رحيق الأزهار وتنقله فيما بينها بتنظيم عجيب وملهم ..

شارك بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply.

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

سجل اهتمامك

تواصل معنا

2 + 1 =