تعالوا نلعب لعبة خفيفة🥳 (طلّع النحال الي بداخلك)

العب الآن

تختلف التضاريس التي تعيش بها الكائنات الحية بأنواعها من مكان إلى آخر وباختلاف تلك التضاريس تتنوع درجات الحرارة ونسبة الأمطار ونسبة الرطوبة والجفاف وغير ذلك من الحالات المناخية المتنوعة..
في هذه المدونة سنتحدث عن تكيف النحل في شبه الجزيرة العربية رغم تضاريسها القاسية والمختلفة وكيفية سير حياة النحلة في ظل هذه الظروف..

أقلمة النحل على ظروف شبه الجزيرة العربية

في هذه التدوينة سيكون الحديث عن سلالة النحل اليمني وهي السلالة التي نشأت في الأجزاء الجنوبية من شبه جزيرة العرب وتأقلمت على ظروفها وكونت عبر عصور نشأتها أقلماتها الخاصة للتعامل مع الظروف الخاصة لشبه جزيرة العرب.
هذه السلالة هي السلالة المحلية والتي تمثل النسبة الأكبر داخل المناحل بشبه الجزيرة العربية ومن الشائع إطلاق اسم النحل البلدي على هذه السلالة..
كوّن النحل بشبه الجزيرة العربية استراتيجياته للتعامل مع ظروف شبه الجزيرة العربية الخاصة السابق شرحها والتي تحدثنا عنها في مدونة ( التحديات التي تواجه النحل والنحال في المملكة العربية السعودية ) وفيما يلي ايجاز لأقلمات النحل البلدي :

تحمل درجات الحرارة العالية:

تظهر سلالة نحل العسل البلدي قدرة عالية على تحمل درجات الحرارة المرتفعة جدًا والتي تميز غالبية مناطق شبه الجزيرة العربية فقد أظهرت السلالة البلدية تحملًا عاليًا لدرجات الحرارة المرتفعة مقارنة بغيرها من السلالات مثل سلالتي النحل الكرنيولي والايطالي ومن مظاهر تحمل السلالة البلدي للحرارة العالية زيادة قياسات الخلية (مقارنة بغيرها من السلالات) من حيث مساحة الحضنة المغلقة والمفتوحة ومساحة العسل المخزن وحبوب اللقاح المخزنة وعدد الاقراص المشغولة بالنحل.

كما أن السلالة البلدي تفوقت على الكرنيولي في نسبة فقس البيض صيفا وتظهر السلالة البلدي تفوقا على غيرها عند ارتفاع درجات الحرارة في معدلات السروح وجمع حبوب اللقاح وعموما فإن السلالات المستوردة يتم استيرادها عند بداية موسم الفيض ويجنى منها محصول العسل ثم تتدهور سريعا وتفنى بسبب ظروف سيئة كثيرة أهمها ارتفاع درجات الحرارة أما السلالة البلدي فإنها استطاعت تحمل درجات الحرارة العالية لآلاف السنين بشبه الجزيرة العربية حتى بغير مساعدة النحالين لما طورته من مقدرة على تحمل الارتفاعات الشديدة في درجات الحرارة.
غير واضح بالضبط الميكانيكية الفسيولوجية التي طورتها نحلات السلالة البلدي للتعامل مع درجات الحرارة العالية لكنها ربما تكون طورت مقدرتها على الاحتفاظ بكمية كبيرة من الرطوبة داخل خلايا تساعدها في خفض تأثرها بالانحرافات الشديدة في درجات الحرارة كما أن حجم الشغالة الصغير ربما يكون له دور في تكيف النحلة البلدية على تحمل درجات الحرارة العالية لكن الأمر يستلزم أبحاث لتحديد الاسباب المباشرة لتحمل النحل البلدي لدرجة الحرارة بمعرفة هذه الاسباب والصفات يمكن تطويرها في السلالة البلدية أو حتى تطويرها في هجنها مع سلالات أخرى.

تحمل الرطوبة الجوية غير المنتظمة:

علاوةً على تحمل النحل البلدي لدرجات الحرارة فإن لسلالة النحل البلدي المقدرة على العيش جيدا في مدى عريض من الرطوبة الجوية المنخفضة جدا في المناطق الوسطى إلى مناطق الرطوبة الجوية العالية في جبال السروات وتظهر السلالة البلدي تفوقًا في ذلك على السلالات المستوردة مثل سلالتي الكرنيولي والايطالي وفي تجربة لاختبار مدى مقدرة شغالات السلالة البلدي على الاحتفاظ بالرطوبة في أجسادها في ظروف الحرارة العالية والرطوبة الجوية المنخفضة قورنت شغالات السلالة البلدية بشغالات من سلالتي الكرنيولي والايطالي بتعريضها لمدة ساعتين لحرارة عالية مع رطوبة جوية منخفضة فأظهرت الاولى مقدرة أعلى معنويا على الاحتفاظ بوزنها بعكس السلالتين الأخيرتين اللتين أظهرتا فقدا كبيرا في وزن الجسم والتفسير الأقرب لهذا الاختلاف هو أن السلالة البلدي ذات مقدرة عالية على حفظ رطوبة الجسم في ظروف الرطوبة الجوية المنخفضة مقارنة بالسلالات الأوروبية المستوردة.

حجم الجسم الصغير:

تتميز سلالات النحل الافريقية و الآسيوية بصغر أحجامها مقارنة بالسلالات الأوروبية لذا نرى حجم النحلة اليمنية أصغر من النحلة الكرنيولية أو الايطالية وربما تكون حياة السلالتين الكرنيولي والايطالي في أوروبا ذات الأجواء الباردة يستلزم أحجام كبيرة لتناسب الحاجة إلى معدل فقد بطيء للحرارة توفره الأجسام الكبيرة وبصفة عامة فإن النحلة تحتاج لحفظ درجة حرارة عالية لمنطقة عضلات الأجنحة بالصدر أثناء الطيران ومن المعروف أن النحلة أثناء طيرانها في الأجواء الباردة تفقد كثيرا من حرارة صدرها وهذا الفقد يتناسب عكسيا مع حجم جسمها فالشغالة ذات الجسم الكبير معدل فقدها للحرارة أقل من الشغالة ذات الجسم الصغير وعليه فإن الأجواء الباردة تناسبها سلالات النحل ذات الجسم الكبير لتقليل فقد الحرارة أثناء الطيران.

جسم النحلة اليمنية الصغير يفيدها في عدة نقاط نوجزها فيما يلي :

سرعة فقد الحرارة أثناء الطيران في الأجواء شديدة الحرارة بما يسهل التنظيم الحراري في بيئة شبه الجزيرة العربية شديدة الحرارة وقلة احتياجها من الغذاء من الرحيق وحبوب اللقاح بما يناسب بيئة شبه الجزيرة العربية ذات المراعي النحلية الفقيرة حتى أن بعض النباتات ذات كميات الرحيق الصغيرة لا تزورها شغالات السلالات المستوردة وتزورها شغالات النحل البلدي وتبني الشغالات عيون سداسية أصغر من العيون السداسية التي تبنيها سلالات أخرى وبالتالي توفر السلالة البلدي من كمية الشمع المطلوبة ومن مساحة العش المستهلكة بالاضافة إلى صغر حجم الشغالة البلدية فإنها ذات أجنحة وغيرها من المقاييس المورفولوجية أصغر من السلالات المستوردة.

الطوائف الصغيرة:

تأقلمت سلالة النحل البلدي على بناء مستعمرات أصغر من مستعمرات مثيلاتها الأوروبيات والمستعمرة الأصغر حجما هي الأنسب للبيئات الفقيرة في المرعى والبيئات الحارة التي لا تحتاج لحفظ الحرارة داخل العش بقدر احتياجها لفقد الحرارة كما أن الطوائف الصغيرة تمكن النحل من بناء الطائفة سريعًا عند توفر المرعى وهذا يناسب بيئات شبه الجزيرة العربية ذات المراعي المتقطعة وغير المستمرة طوال السنة، بحيث أن الطائفة يمكنها بناء نفسها سريعا بعد هطول الأمطار وانبات الحوليات وازهارها وهذا على عكس السلالات الأوروبية ذات أحجام المستعمرات الكبيرة التي تستغرق وقتا طويلًا لبناء مستعمراتها عند بدأ موسم النشاط في الربيع.

الميل للتطريد:

تظهر السلالة البلدي ميلًا للتطريد أعلى من ميل السلالات المستوردة وهذا الميل يناسب ظروف المراعي النحلية بشبه الجزيرة العربية حيث ان السلالة البلدية بميلها للتطريد يمكنها اكثار طوائفها سريعا وبأعداد كبيرة عند توافر المرعي لظروف زيادة هطول الأمطار أو غيرها وبذلك تتمكن السلالة البلدية من الاستفادة سريعا من وفرة المرعى بشكل استثنائي ..
وبأسلوب آخر يمكن القول أن الميل العالي للتطريد يناسب العيش في بيئات ذات معدلات هطول أمطار سنوية غير منتظمة وبالتالي ظروف مراعي غير ثابتة من عام لآخر مثل بيئات شبه الجزيرة العربية أما الميل الأقل للتطريد (مثل ميل السلالات الأوروبية) فإنه يناسب البيئات ذات معدلات هطول الأمطار المنتظمة والمراعي المنتظمة من عام لآخر مثل البيئات الاوروبية.

ختاماً:

من أهم أسباب نجاح الخلية والمنحل هو العمل على تربية النحل البلدي المناسب للظروف البيئية الموجودة في المملكة العربية السعودية لأن هذه السلالة تُجيد التعامل مع الظروف المناخية من حولها مما يزيد من الانتاجية ويساهم في نجاحك كـ نحال ونجاح المنحل الذي تعمل فيه ..

شارك بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply.

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

سجل اهتمامك

تواصل معنا

2 + 5 =