النحل كمنظومة متكاملة
ما هو تقسيم العمل لدى النحل وكيف تدير النحله عمالها في الخليه حتى تصل إلى إنتاج جيد ومستمر؟
في عالم الأعمال والمنظمات يتواجد مصطلح تقسيم العمل كسمة أساسية في سير العمل ومراحل الانتاج .. ويقصد بمصطلح تقسيم العمل أن ينقسم إنتاج السلعة الواحدة إلى عدد من المراحل وهو شكل معاصر من أشكال تنظيم الإنتاج الصناعي.
ويدخل في قالب تقسيم العمل أن تجعل المنظمة لكل عامل جزء معين من العملية الانتاجية ويقع على عاتقه آدائها هي دون غيرها واتقانها ومتابعتها بشكل دائم ومستمر وهذه العملية التي يقوم بها البشر في منظماتهم وأعمالهم عملية أصيلة لدى الكثير من الحشرات ومن أهمها النحل ..
تقسيم العمل هو السمة البارزة الملحوظة في نحل العسل والعديد من الحشرات الاجتماعية الأخرى. وقد وجد أن تقسيم العمل يعمل على رفع كفاءة الطائفة.
في نحل العسل، قد ينظر إلى أن قوة العمل مقسمة بين النحل المنزلي الذي يقوم بتغذية الحضنة والحفاظ على العش، والنحل الحقلي الذي يجمع الطعام خارج العش.
ينقسم أفراد خلية النحل إلى ثلاثة أقسام وهي : الملكة،الذكور،الشغالات
الملكة
الملكة وتسمى أيضاً بأم الطائفة وهي أنثى كاملة التكوين ويوجد في كل خليَّة ملكة واحدة فقط إلا في حالاتٍ استثنائيَّة
ويختلف شكل الملكة عن بقية النحل فهي أكبر حجمًا من بقيَّة النّحل ولها بطنٌ طويل ذو نهايةٍ مُستَدِقَّة وتبدو أجنحتها قصيرة ولكنّها في الحقيقة أطولُ قليلاً من أجنحة الشّغّالات وصدرُها أعرض من صدور بقيّة أنواع النّحل ولونُ أرجل الملكة أكثر زُهُوّاً ويميلُ إلى اللّون البُرتُقاليّ-البُنّي. وتبدو في أغلب الأحيان أكثر نُعومةً وأشدّ لمعاناً من بقيّة جماعة النّحل.
تختص الملكة بمهمة وضع البيض فقط، ولا يشاركها أحد في هذه المهمة، ففي الربيع تقوم الملكة بوضع ما يقرب من 2000 بيضة في اليوم، بمعدل 43 بيضة في الثانية.
وتعتبر الملكة أطول أفراد الخلية عمرا فهي تعيش في المتوسط من سنة إلى أربع سنوات.
الذكور
ذكر النحل هو أضخم أفراد الطائفة ولكنَّه أقصر من الملكات ومؤخَّرة بطنه مكسوَّة بشُعيرات كثيفة وهو لا يملك آلة لسع (حُمَة) أو غدداً لإفراز الشمع أو الغذاء الملكي وخرطومه قصير لا يصلح لجمع الرحيق وأرجله الخلفية غير متحوّرة لجمع حبوب اللقاح والحويصلة والأمعاء مختزلتان
أما عن ذكر النحل الوحيدة فهي تلقيح الملكة حيث أن جهازه التناسلي متطور ويشغل جزءًا كبيراً من البطن و يبدأ الذكر بالطيران من خليته بعد أسبوع واحد من نشأته ويكون صالحاً للإخصاب بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع
ويزداد توالد الذكور في مواسم التطريد الطبيعي وفي العادة لا تقوم الذكور بتلقيح الملكة داخل الخلية لكن هذا يتم في الهواء عن طريق عملية تسمى طيران الزفاف
ولا تتواجد الذكور في المستعمرة إلا في فترة الصيف فقط وتعتمد الذكور في التغذية على الشغالات بسبب قصر طول ألسنتها الأمر الذي لا يمكنها من الحصول على الرحيق وفي الخريف عندما يندر الغذاء تتوقف الشغالات عن تغذية الذكور وتطردهم من الخلية ليموتوا.
الشغالات
وهي أنثى عقيمة حيث إن جهازها التناسلي غير كامل التكوين لذا فهي غير قابلة للتلقيح وبالرغم من ذلك فهي تمتلك بعض صفات الأمومة التي لا تتوفر في الملكة كرعاية الحضنة وتدفئتها وتغذيتها
وفي بعض الحالات الخاصة تقوم بعض هذه الشغالات بوضع البيض الذي ينتج عنه الذكور فقط حيث إنه غير ملقح وتدعي هذه الشغالات بالأمهات الكاذبة والشغالات هي أصغر أفراد الطائفة حجماً وأكثرها عدداً.
وتركيب جسم الشغالة يساعدها على القيام بكثير من الأعمال الهامة التي تساهم بجهد كبير في الحياة الاجتماعية التي تعيشها الطائفة
وأجزاء فم الشغالة طويلة ومهيأة لجمع الرحيق من الأزهار وأرجلها مناسبة لجمع حبوب اللقاح بكفاءة وحملها إلى الطائفة
كما أن غددها البلعومية تفرز الغذاء الملكي الذي يعتبر الغذاء الأساسي للملكات ولصغار الحضنة، كما إنه مزود بغدد مختلفة كغدد الشمع وغدد الرائحة.
لا تقوم الشغالات بوضع البيض ولا تتزاوج مع الذكور، ولكنهم يقومون بأعمال أخرى عديدة،
ففي الأيام الثلاثة الأولى من حياة النحلة البالغة، تقوم هذه النحلة بتنظيف الخلية
وبعد عدة أيام تتحول لتغذية الصغار ثم تبدأ بعد ذلك في صناعة الشمع لبناء الأقراص الشمعية،
وبعد الانتهاء منها تقوم الشغالات بدور الحارس أمام مدخل الخلية، واستقبال الرحيق الذي تجمعه الشغالات الأخرى،
وأخيراً عندما تبلغ الشغالة من العمر 21 يومًا تخرج لجمع الغذاء وتستمر في هذا العمل بقية حياتها وفي موسم العمل الصيفي
يمكن للشغالة أن تعيش حتى تصل من العمر إلى ستة أسابيع، وخلال موسم انخفاض النشاط في الخريف والشتاء يمكن للشغالة أن تعيش عدة أشهر.
الخلاصة
كل من الملكة والذكور والشغالات تضطلع بالقيام بعمل معين لا تتركه ولا تنتقل إلى عمل غيره حتى تستمر هذه المنظومة بشكل مرتب ودقيق لتصل إلى إنتاجية عالية وجيدة.. وحيث أن البشر استخدموا هذه الآلية فقد كان النحل من بدء خلقه عارفا بها متخذًا اياها أسلوباً أساسياً وعملياً في حياته.