التحكم في تلقيح الملكات
تعتمد برامج تربية نحل العسل على السيطرة على عملية تلقيح الملكات بالإضافة إلى تقنية التلقيح الفعالة والمتطورة، حيث أن محطات التلقيح المعزولة بمثابة تقنية فعالة للسيطرة على التلقيح في نحل العسل للأغراض التجارية والعلمية.
في هذه المدونة نتحدث عن طوائف الذكور التي تلقح الملكات، أحجامها وأهم الصفات التي تجعلها قادرة على تلقيح الملكات والمساهمة في إتمام عملية تكاثر النحل داخل الخلية..
لأن الذكور تتجنب تمامًا اجتياز مساحات كبيرة من الماء فإن الجزر تقدم فرصة ممتازة لإنشاء تركيب جيني متحكم فيه بالكامل من الذكور، أما على البر فإن التحكم في التلقيح يعتمد على عزل طوائف الذكور من خلال المسافة الجغرافية (مدى طيران محدود من الذكور والملكات) أو العوائق (الجبال العالية وما إلى ذلك) ويتم تقديم مقارنة بين مناحل التلقيح الموجودة في كلتا المنطقتين في الجدول الآتي:
معايير مرتبطة بتحديد مكان مناحل التلقيح في الجزر أو على البر:
ماهي معايير إنشاء محطات التلقيح؟
- توفير الحد الأدنى من الإدارة الجيدة لطوائف نحل العسل والذكور في دائرة نصف قطرها لا يقل عن 6 كم.
- أن تكون مصادر حبوب اللقاح والرحيق متوفرة.
- أن تكون الظروف الجوية – لفترات طويلة – ودرجة حرارة البيئة المحيطة أكثر من 20 درجة مئوية، وسرعة الرياح لا تزيد عن 24 كم / ساعة.
- أن تكون المناظر الطبيعية المختلفة والمناطق المحمية لتحديد مواقع صناديق التلقيح على شكل علامات واضحة مثل الحجارة والأشجار والشجيرات أو الأشياء المثبتة لكي تساعد على تقليل توهان الملكة وفقدانها.
- توفر طوائف الذكور الكافية لضمان وجود تعداد قوي من الذكور للتلقيح فإن هناك حاجة إلى ما لا يقل عن 15-25 ذكر لكل ملكة.
- وجود الحد الأدنى من الأنواع المفترسة لنحل العسل.
طوائف الذكور:
السبب الرئيسي للحفاظ على طوائف الذكور هو توفير العدد الكافي من الذكور الناضجة من سلالات مختارة في الفترة المناسبة للتلقيح وهناك مجموعة من الطوائف المنتخبة يمكن استخدامها لإنتاج الذكور داخل محطة تلقيح واحدة اعتماداً على برنامج التربية كما أن إنشاء طوائف الذكور بحاجة إلى أن تبدأ في وقت مبكر من فترة التلقيح حيث تتم إدارة طوائف الذكور في خلايا قياسية والحصول على مساحة كافية لدعم وتوفير أعداد من الذكور المناسبة.
يتم إنشاء طوائف الذكور من طوائف متفوقة وصحية ويجب أن ترعاها رعاية خاصة عن طريق توفير مخزون غني من العسل وحبوب اللقاح بصفة مستمرة وينصح بالفحص المنتظم للطوائف للتأكد من صحتها وتطورها العام من أجل تحقيق مستوى مراقبة جودة عالية ويجب أن تعطى اهتمام خاص لعلاج الأمراض مثل الفاروا ومسببات الأمراض الأخرى والتي تؤثر بشدة على صحة الذكور ونشاطه وإجراءات المكافحة الكيميائية لها آثار سلبية على خصوبة الذكور كما أن تخفيض العلاج يمكن أن يؤدي إلى ضغط انتخابي حيث يفضل الطوائف التي لها مقاومة قوية للأمراض مثل الفاروا .
يتم وضع قرصين عيون ذكور داخل عش الحضنة لكل صندوق لتمكين إنتاج وفير من الذكور حيث أن تطور الذكر من البيضة إلى مرحلة النضج يستغرق 40 يوم ومتوسط العمر المتوقع للذكور الناضجة يستمر لعدة أسابيع ولذلك يجب إنتاج الذكور في موعد لا يتجاوز شهرين قبل البدء في التلقيح.
كما يمكن رفع أقراص حضنه الذكور من ملكة منتخبة بعد أن تختم وتوضع في الطوائف الحاضنة من أجل إمكانية إنتاج عدد أكبر من الذكور من الملكة المنتخبة.
صفات الذكور الممتازة في خلايا نحل العسل:
- التماثل في ألوانها: أي أن الذكور كلها ذات لون واحد وتنتج من بيضة غير مخصبة ونجد أن الذكور دائمًا بحالة نقية متماثلة اللون، وتماثل اللون في الذكور دليل قاطع على أن الملكة نقية (الذكر ليس له أب وبالتالي يحمل نفس صفات الأم).
- كبر الحجم: كأنها تربت في عيون سداسية كبيرة وقدرتها على الطيران كبيرة في رحلة الزفاف كما يعطي كمية كبيرة من مادة اللقاح.
وصفة كبر حجم الذكور لها أهميتها للأسباب التالية:
- كبر الحجم مهم جدًا في رحلة الزفاف.
- كمية كبيرة من مادة اللقاح تكون في الحوصلة المنوية للذكر الكبير.
- كلما كانت الذكور كبيرة الحجم كلما نالت الملكة كمية أكبر (السائل المنوي) من مادة اللقاح وتلقح الملكة بأكثر من ذكر أثناء الطيران حتى تحصل على أكبر كمية من (السائل المنوي) وإذا كانت الذكور صغيرة فإن الملكة تعود للخلية وقد تكون غير ملقحة، إذا وجد نوعين من الذكور (كبيرة، صغيرة) تستبعد هذه الطائفة.
التنسيق بين إنتاج العذارى وبين إنتاج الذكور التي ستلقحها في محطات تربية الملكات الملقحة:
هذا التنسيق يشمل نقطتين أساسيتين:
النقطة الأولى: وهي التنسيق في الأعداد أي يكون عدد الذكور 20 ضعف عدد الملكات العذارى تقريبًا.
النقطة الثانية: أنه في كل دفعة تربية تعمل على أن يكون تاريخ وصول الذكور إلى سن البلوغ هو نفسه تاريخ العمر المناسب للملكات العذارى لعملية التلقيح مع ملاحظة أن الذكور تكون ناضجة أي بالغة جنسياً بعد خروجها بـ 15 يوم والملكات العذارى تكون جاهزة للتلقيح في عمر 5 أيام بعد خروجها أيضًا.
على سبيل المثال فإنه يمكن:
في نفس يوم خروج الذكور كحشرة كاملة هو نفس اليوم الذى يتم فيه تطعيم اليرقات للحصول على ملكات عذارى- فإذا كانت اليرقات بعمر 24 ساعة مثلًا فإنها تخرج كملكات عذارى بعد 10 أيام من التطعيم وتصبح جاهزة للتلقيح بعد 5 أيام أخرى أي مجموعها 10 + 5 = 15 يوم وهو نفس الفترة التي تلزم للذكور أن تكون بالغة جنسيًا بعد خروجها كحشرة كاملة وفي هذا المثال السابق إذا كان عدد الذكور المتوقع خروجها كحشرات كاملة هو 1700 ذكر يوم 5/4 فإنه في نفس اليوم يتم تطعيم يرقات عمر 1-2 يوم، تخرج الملكات العذارى بعد 10 أيام أي يوم 15/4 وتكون هذه العذارى في سن الزواج 85 ملكة تحتاج إلى 1700 ذكر ابتداءً من 20/4 أي بعد 15 يوم من التطعيم وحيث تلتقي مع الذكور البالغة التي عمرها أيضاً 15 يوم ( أي من يوم 5/4: 20/4) ويكون عدد الملكات العذارى الذي يتناسب مع عدد الذكور البالغة هو 1700/20 = 85 ملكة .
هذا التنسيق مهم جدًا في أي محطة تربية ملكات في منطقة معزولة حيث يكون كل الذكور الموجودة في منطقة التلقيح 100% من أعداد الذكور تكون من إنتاج المحطة المعزولة – ولا تقل الأهمية أيضًا في المناطق غير المعزولة حيث أننا نحاول بقدر الإمكان أن تكون الغالبية العظمى للذكور في منطقة التلقيح من إنتاج المحطة أي من الذكور الممتازة والتي تلقح الملكة بحوالي 20 ذكر يكون منها مثلاً 15: 16 من الذكور الممتازة.