التحديات في تربية النحل

تلعب حرفة تربية النحل دورًا محوريًا في القطاع الزراعي، حيث لا تنحصر أهمية هذا القطاع في منتجاته من عسل وحبوب لقاح وغذاء ملكات فحسب، بل تتعداه الى منتجات اخرى كـ سُم النحل  وشمع النحل وصمغ النحل ( البروبوليس ) و إنتاج الملكات وطرود النحل، إلا أن الأهمية الأساسية لتربية النحل تكمن في دوره في زيادة الانتاج الزراعي وتحسين نوعيته، حيث يعتبر نحل العسل الملقح الرئيس للعديد من المحاصيل الزراعية بالإضافة إلى دوره في المحافظة على التنوع الحيوي للنباتات البرية، وذلك في ظل انخفاض تعداد الحشرات البرية الملقحة ..

العالم اليوم يعول على نحل العسل فنحل العسل عنصر رئيسي للزراعة المستدامة والتغذية الصحية والإمدادات الغذائية والاقتصاد العالمي حيث يعتمد ثلث الإنتاج الغذائي العالمي على النحل كملقح إلى حدٍا ما كما أن 75-80% من النباتات المزهرة يتم تلقيحها من قبل نحل العسل والحشرات الأخرى، تساهم الحشرات، بما في ذلك النحل بما بين 235 و577 مليار دولار أمريكي في الاقتصاد العالمي وما يصل إلى ثمانية في المئة من الإنتاج العالمي للمحاصيل.

كما يعتمد الأمن المستقبلي للإمدادات الغذائية العالمية على نحل العسل الصحي كملقح،

كما أن تربية النحل تعتبر من ضمن الحلول لمواجهة التحديات الاقتصادية وانخفاض إنتاجية المحاصيل وتحقيق الأمن الغذائي والتصدير وتحسين الدخل القومي وايجاد فرص العمل للشباب وتحسين الصفات الوراثية للمحاصيل البستانية في مختلف الدول.

هناك اجتهادات كثيرة لتفسير أهم التحديات التي تواجه تربية النحل ومن أهمها الأمراض وتسمم النحل بالمبيدات الزراعية وعلاجات الامراض والآفات التي تصيب النحل، وذهب البعض الآخر إلى تفسير ظاهرة اختفاء النحل إلى المحاصيل المعدلة وراثيًا فيما قال البعض أن شبكات اتصالات الهواتف أدت إلى تشتت قدرات النحل على التركيز، مما أفقده القدرة على العودة إلى خلاياه و أيضًا أثرت ظاهرة الاحتباس الحراري على النحل مما انعكس سلبًا على القطاع الزراعي والتنوع الحيوي للغطاء النباتي ومراعي نحل العسل وقلل من توسع القطاع وازدهاره.

الإدارة السليمة للمناحل:

تشير أغلب الدراسات العالمية إلى أن أكبر التحديات التي تواجه تربية النحل هي الإدارة غير السليمة للمناحل، حيث تكون إدارة المنحل غير السليمة وراء انتشار الآفات وتفشي الأمراض، ومن الإدارة غير السليمة عمليات ترحيل النحل غير الصحيحة للحصول على مراعي اضافية، إلا أن المشكلة تكمن في الاضطرابات التي تحدث للنحل أثناء وبعد عملية الترحيل وآليات تنظيمها وتضارب المصالح بين مربي النحل على المراعي المتميزة، بالإضافة الى أهم المعوقات التي تواجه تربية النحل في العالم العربي، وبيان ضعف التنسيق العلمي والإرشادي بين الباحثين والمرشدين في عالمنا العربي، وعدم ارتقاء مستوى البحث العلمي والارشاد الزراعي في مجال علوم النحل وتربيته إلى طموح مربي النحل، بالإضافة إلى تشتت الجهود البحثية حتى داخل البلد الواحد، فتجد ذات البحث يكرر في نفس البلد وفي نفس الوقت وذلك بسبب التقوقع على الذات داخل الجسد العلمي في مجال بحوث النحل في العالم العربي.